بسم الله الرحمان الرحيم
أقدم لكم اليوم احد المشاكل الكبيرة التي تعاني منها المؤسسات التعليمية في وطننا العزيز وهو مشكل الغش فيما يلي دراسة لهدا المصطلح و كيف نحمي أنفسنا منه
مقدمة:
فلا شك أن الغش ظاهرة خطيرة و سلوك مشين. و الغش له صور متعددة ، و أشكالا متنوعة ، ابتداء من غش الحاكم لرعيته ، و مرورا بغش الأب لأهل بيته ، و انتهاء بغش الخادم في عمله . و حديثنا اليوم سوف يكون فقط عن الغش في الامتحاناتفقد الامتحان قيمته ولميعد ذلك المعيار الصحيح والحقيقي لتقويم مستوى الطالببسبب تفشي ظاهرة الغش وتطور أساليبها حتى أصبحنا اليوم نتحدث عن الغشالجماعي المنظم. الكثير منالطلاب يقضون الأسبوع الأخير قبل الامتحان في الاستعداد لتهيئوسائل وأدواتالغش ويبتكرون أحسن الأساليب التي لا يمكن للمراقبضبطهاونذكر منها علىالخصوص؛ كتابة الدروس في أوراق وتصغيرها بواسطة آلاتالنسخ لتأخذ مساحة أقل ويمكن إخفاؤها في أكمامالقمصان أو بين طيات أوراقالإجابة... وهناك أيضا الكتابة على الأيدي، السيقان، الأذرع، وكذلكعلىالمقاعد،ثم أيضاالكتابة على أدوات الهندسة البلاستيكية الشفافة والتيلا تظهر الكتابة عليها، ترى كثيرا منهم يحاول أن يغش في الامتحانات ، و هو قد قرأ حديث الرسول صلى الله عليه و سلم : ( من غش فليس منا ) ، بل ربما أنه يقرأه على ورقة الأسئلة ، و لكن ذلك لا يحرك فيه ساكنا . لأنه قد استقر في ذهنه أنه لا علاقة بين العلم الذي يتعلمه و بين العمل الذي يجب أن يأتي به بعد هذا العلم.أسباب الغش: هذه بعض الأسباب التي تنتج هذا الخلق المشين :
- ضعف الإيمان :
فان القلوب إذا ملئت بالإيمان بالله لا يمكن أن تقدم على الغش و هي تعلم أن ذلك يسخط الله . لا يمكن للقلوب التي امتلأت بحب الله أن تقدم على عمل و هي تعلم أنه يغضب الله .
- ضعف التربية:
خاصة من قبل الوالدين أو غيرهما من المدرسين أو المرشدين . فلا نرى أبا يجلس مع ابنه لينصحه و يذكره بحرمة الغش، و يبين له أثاره و عواقبه، بل تعجب من بعض الإباء إذا قلت له ذلك أجابك مباشرة: لماذا، هل ابني غشاش ؟ بل ربما لو وقع الابن في يد المراقب، لجاء ذلك الأب يدافع عنه بالباطل.
- تزين الشيطان:
فالشيطان يوهم لكثير من الطلاب أن الأسئلة سوف تكون صعبة ، و لا سبيل إلى حلها و النجاح في الامتحانات إلا بالغش . فيصرف الأوقات الطويلة في كتابة ما يسمى (لحروز)، و اختراع الحيل و الطرق للغش ؛ و لو بذل عشر هذا الوقت في المذاكرة بتركيز لكان من الناجحين الأوائل .
- الكسل و ضعف الشخصية :
فترى كثير من الطلاب يرى زملائه من بداية العام و هم يجدون و يذاكرون و يهيئون أنفسهم للامتحان الأخير ، و هو لا هم له إلا اللعب و المرح . فإذا ما جاءت الامتحانات النهائية تراه يطلب المساعدة، و يطلب النجاح و لو كان على حساب الآخرين و لو كان ذلك بالغش. إن الغش هو حيلة الكسول، و هو طريق الفاشلين. وهو دليل على ضعف الشخصية حيث أن الذي يغش لا يجد الثقة في نفسه بأنه قادر على تجاوز الامتحانات بنفسه و جهده و استذكار دروسه لوحده، و من ثم الإجابة معتمدا على مذاكرته.
- الخوف من الرسوب :
فإن الخوف من الفشل و الخوف من الرسوب يسبب قلقا مستمرا لكثير من الطلاب مما يجعلهم يلجئون إلى الغش كسبيل للنجاة . - آثار الغش:أن الغش كما قلنا له أشكال متعددة ، و يدخل في مجالات شتى ، و لكن من أخطر أنواع الغش هو الغش في الأمور التعليمة ، و ذلك لعظيم أثره و شره ، و من ذلك :
أنه سبب لتأخر الأمة
و عدم تقدمها و عدم رقيها، و ذلك لا ن الأمم لا تتقدم إلا بالعلم و بالشباب المتعلم، فإذا كان شبابها لا يحصل على الشهادات العلمية إلا بالغش، فقل لي بريك: ماذا سوف ينتج لنا هؤلاء الطلبة الغشاشون ؟ ما هو الهم الذي يحمله الواحد منهم ؟ ما هو الدور الذي سيقوم به في بناء الأمة ؟ لا شيء، بل غاية همه؛ وظيفة بتلك الشهادة المزورة يأكل منها قوته و رزقه. لا هم له في تقديم شيء ينفع الأمة، أو حتى يفكر في ذلك. و هكذا تبقى الأمة لا تتقدم بسبب أولئك الغشاشة بينها. و نظرة تأمل للواقع : نرى ذلك واضحا جليا ، فعدد الطلاب المتخرجين في كل عام بالآلاف و لكن قل بربك من منهم يخترع لنا ، أو يكتشف ، أو يقدم مشروعا نافعا للأمة ، قلة قليلة لا تكاد تذكر .
-أن الغاش غدا سيتولى منصبا
، أو يكون معلما و بالتالي سوف يمارس غشه للأمة، بل ربما علّم طلابه الغش
- أن الذي يغش سوف يرتكب عدة مخالفات–
إضافة إلى جريمة الغش – منها السرقة، و الخداع، و الكذب، و أعظمها الاستهانة بالله، و ترك الإخلاص، و ترك التوكل على الله.. أن الوظيفة التي يحصل عليها بهذه الشهادة المزورة، أو التي حصل عليها بالغش سوف يكون راتبها حراما، و أيما جسد نبت من حرام فالنار أولى به. - علاج الغشلاشك أن خطبة واحدة ، بل خطب لن تقاوم هذا المنكر العظيم . لذا كان لا بد من تعاون الجميع في مقاومة هذه الظاهرة ، كل بحسب استطاعته و جهده . فالأب في بيته ينصح أبنائه و يرشدهم و يحذرهم بين الحين و الآخر. و المعلم و المرشد في المدرسة و الجامعة كل يقوم بالوعظ، و الإرشاد. بل لابد من تشكيل اللجان التي تدرس هذه الظاهرة و أسبابها و كيفية علاجها. و لكن سوف اذكّر ببعض الأمور التي أرجو من الله أن تكون سببا في الحد من هذه الظاهرة.
زملائي الكرام :
تذكر قول الرسول صلى الله عليه و سلم : ( من غش فليس منا ) رواه البخاري لاحظ أن الرسول قال : ( من غش ) ليشمل كل صور الغش ، كبيره و حقيره ، في المواد الشرعية أو الأجنبية ، فكل ذلك داخل في الحديث . فهل ترضي أن يتبرأ منك النبي صلى الله عليه و سلم . أي خير ترتجي إذا تخلى عنك الرسول صلى الله عليه و سلم و أعلن البراءة منك . تذكر أنك بمجرد أن تفكر في الغش فقد تخليت عن أهم صفة يجب أن تتحلى بها في هذا العلم. ألا و هي الإخلاص لله؛ و ذلك لأنك بتفكيرك في الغش؛ يكون همك هو الدرجات و الشهادة فقط، و هل تدري أي خطر في هذا ؟ إن هذه العلوم التي تدرسها؛ أن كانت من علوم الدنيا فقد ضيعت على نفسك أعظم الأجر. و إن كان فيها بعض العلوم شرعية ( كالفقه و التوحيد ..) وهي مما يجب ابتغائها لوجه لله، و لو طلبها العبد لغير الله فيخشى عليه أن يكون من أصحاب هذا الحديث: ( من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا لغرض نمن الدنيا زائل، لم يرح رائحة الجنة ). و أعظم من ذلك كله، أنك جعلت الله أهون الناظرين إليك. نعم جعلت الله الذي ( يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور ) أهون من المراقب. كم من طالب لو وقف المراقب بجواره لأصبح قلبه يرتجف ، و أوصاله تضطرب ، و العرق ينحدر من جبينه . و لكن إذا ابتعد المراقب جاءت النظرات ، و جاءت المحاولات للغش و الخداع . أو ليس حاله يقول : يا رب أنت عندي أهون من هذا المراقب . يا رب أنا أخشي المراقب أعظم و أكثر منك. استغفر الله العظيمتذكر أن الشهادة التي تحصل عليها و التي سوف تتوظف بها هي شهادة مزورة ، و بالتالي فسوف يكون الراتب الذي تأخذه حراما . سوف يكون مالك من حرام ، و سوف تغذي أبناءك بالحرام ، و زوجتك بالحرام.
و نقطة أخرى:
أن بعض الطلاب يرى غيره يغش و لا يحرك ساكنا، بل ربما قال: هذا ليس من شأني، فأنا و الحمد لله لا أغش. و هذا في الحقيقة شيطان أخرس ، لأنه رأى منكرا و لم يغيّره . و الواجب عليه أن ينصح ذلك الطالب ، فإن لم يستطع فيجب أن يبلغ المراقب ، و أن لا تأخذه في الله لومت لائم ، و لا يخشى إلا الله . و نقطة أخرى :
إن بعض المدرسين قد يحابي بعض الطلاب في بعض الدرجات و يظن أن ذلك من صلاحيته، و ربما قاس ذلك على أن من حقه أن يعطي من ماله ما يشاء . و هذا خطأ عظيم فالمدرس ليس من حقه أن يعطي بعض الطلاب درجات لا يستحقها ، بل الواجب العدل ، لأنه مستأمن على هذه الدرجات ، و التي لا يملك منها شيئا ، و إنما هو مطبق للنظام.
فيا أخي الكريم:
عليك أن تراقب الله قبل كل شيء ، و أن تعلم أن روحك بيد الله ، أنفاسك التي تتردد في صدرك هي بيد الله ، فاتق الله و لا تجعل الله ينظر إليك و أنت تعصيه . تذكر أن الأمانة سوف تنصب على جنب الصراط، و لن يجوز عليه إلا من كان أمينا، و الغش ينافي الأمانة كل المنافاة.
وهذه إحصائيات لحالات الغش في ثانوية ابن زهر بلفاع
المرجو الظغط هناأرجو أن يكون لهده الكلمات تاتير ايجابي على الجميع مع تحياتamam076